على غرار باقي ربوع المملكة، عاشت الأقاليم الجنوبية للمملكة أجواء احتفالية استثنائية، عقب التتويج المستحق للمنتخب الوطني لكرة القدم بلقب كأس العرب بقطر، إثر فوزه المثير على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة قوية ومشوقة امتدت إلى الأشواط الإضافية، وعكست المستوى التنافسي العالي الذي ميز هذه النسخة من البطولة.
وفور إطلاق الحكم السويدي جلين نيبيرج صافرة نهاية المباراة التي احتضنها ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة الذي احتضن نهائي كأس العالم 2022، عمت الفرحة عددا من شوارع وساحات مدن الأقاليم الجنوبية، التي غصت بالمحتفلين وتحولت إلى فضاءات مفتوحة للاحتفال، حيث خرجت جموع غفيرة من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات للاحتفاء بهذا الإنجاز، في لحظات عفوية جسدت مشاعر الفخر والاعتزاز بتتويج المنتخب بالكأس العربية للمرة الثانية في تاريخه.
وارتفعت الأعلام الوطنية في الساحات وعلى واجهات المنازل، فيما جابت السيارات والدراجات النارية الشوارع على وقع الأهازيج والشعارات الوطنية، التي عبّرت عن الفخر بما حققه أسود الأطلس ، وشملت مظاهر الفرح مختلف المدن الصحراوية، كالعيون والسمارة والداخلة وبوجدور وكلميم وطانطان وآسا الزاك، حيث شهدت الشوارع الرئيسية في هذه المدن مواكب احتفالية، عبر خلالها المواطنون عن اعتزازهم بهذا الإنجاز، وبإشادتهم بالروح القتالية التي أبان عنها أسود الأطلس داخل أرضية الملعب.
وجاءت هذه الاحتفالات عقب مواجهة حماسية قوية، نجح خلالها رفاق محمد ربيع حريمات في حسم اللقب بفضل أداء قتالي وروح جماعية عالية، وذلك بعد مسار ناجح ومقنع قاده أشبال المدرب طارق السكيتيوي بثبات وانضباط تكتيكي طيلة أطوار البطولة، ما مكنهم من التتويج بهذا اللقب بكل جدارة واستحقاق.
وتواصلت الهتافات والزغاريد وأصوات أبواق السيارات إلى وقت متأخر من الليل بعدد من شوارع مدن الأقاليم الجنوبية، في تعبير صادق عن الفرحة الغامرة بهذا التتويج المستحق، الذي أكد علو كعب كرة القدم الوطنية، والمكانة المتقدمة التي باتت تحتلها على المستويات العربية والقارية والدولية.
وقد عبر المحتفلون عن ارتياحهم للنتائج التي تحققها كرة القدم المغربية، وما تعكسه من تطور لافت للكرة الوطنية، مشيدين بالنجاحات الكروية الكبيرة التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة على يد أطر ومدربين محليين، قادوا مختلف المنتخبات الوطنية إلى إنجازات غير مسبوقة قاريا ودوليا، وعكست نجاعة الرؤية الكروية الوطنية والاستثمار المتواصل في التكوين والتأطير التقني.
كما أعربوا بهذه المناسبة، عن دعمهم ومساندتهم لرفاق أشرف حكيمي في الاستحقاق القاري المقبل، كأس إفريقيا للأمم، التي سيحتضنها المغرب خلال الفترة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، وأكدوا ثقتهم في قدرة أسود الأطلس على مواصلة مسار التألق، وتشريف الكرة الوطنية، والتتويج باللقب القاري أمام جماهيرهم، بما يعزز مكانة المغرب كقوة كروية وازنة على الصعيد الإفريقي والدولي.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
