عزيزة علي عمّان- يتناول كتاب للدكتور أيوب أبو دية بعنوان "ذات القبعة الخضراء: فلسفة النصر في الهزيمة"، تجربة الناشطة العالمية غريتا ثونبرغ بوصفها نموذجا لجيل جديد يرى أن العدالة البيئية لا تنفصل عن العدالة الإنسانية، وأن الدفاع عن الأرض هو في جوهره دفاع عن كرامة الإنسان وحقه في الحياة.
يقع الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في أربعة فصول؛ يتناول الفصل الأول البدايات من خلال طفولة غريتا ونشأتها في السويد، وتأثير الأسرة والبيئة في تكوين وعيها البيئي، وبدايات نشاطها. ويخصص الفصل الثاني الاحتجاج الأول، يناقش فكرة "الجمعة من أجل المستقبل" وردود فعل المجتمع والإعلام.
أما الفصل الثالث فيتناول صعود غريتا إلى الشهرة، ومشاركتها في المؤتمرات الدولية، وخطابها الشهير في الأمم المتحدة، وتأثيرها في الشباب حول العالم. ويختتم الفصل الرابع بـرحلة فلوتيلا الصمود، متناولًا دوافع أسطول الحرية إلى غزة، والتحديات والمخاطر التي واجهها، وتقييم الأهداف والطموحات.
يذكر أبو دية في مقدمة الكتاب أن غريتا ثونبرغ كانت في سن 22 عاما حين قادت، مع مجموعة من الناشطين العرب والأجانب، أسطولًا يضم نحو 50 سفينة وعلى متنه قرابة 500 ناشط من 48 دولة باتجاه غزة، بهدف فك الحصار الظالم عنها. ويؤكد أنها تُعد من الشخصيات القليلة في العالم التي قادت جموعًا من الناس في هذا العمر المبكر.
ويقارن المؤلف تجربتها بتجربة ملالا يوسفزاي، التي بدأت الدفاع عن تعليم الفتيات في باكستان وهي في الحادية عشرة من عمرها، وتعرضت لإطلاق نار من حركة طالبان وهي في الخامسة عشرة بسبب نشاطها، قبل أن تصبح رمزًا عالميًا للنضال من أجل التعليم، وأصغر حائزة على جائزة نوبل في سن السابعة عشرة.
ويرى أبو دية أن جيلا جديدا تولّى هذه المسؤولية مستخدما الأدوات الرقمية والمنصات العالمية للمطالبة بإجراءات عاجلة؛ إذ تطوّر إضراب غريتا المدرسي إلى حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" حول العالم، حاشدًا ملايين الشباب لتحدي جمود قادة العالم، وصولا إلى قيادتها اليوم لأسطول المساعدات الهادف إلى إنهاء الحصار عن غزة.
ويتناول أبو دية نماذج لنساء من الوطن العربي تصدّرن الدفاع عن القضايا الإقليمية الملحّة. ففي الأردن تقود رزان زعيتر منظمة تُعنى بالزراعة والتشجير، وأسهمت في تشجيع الكتابة البيئية للناشئة من خلال جائزة أيوب أبو دية العربية لثقافة البيئة.
وقد فازت بالجائزة الأولى مجدولين أبو الرب، وبالجائزة الثانية رولي عباسي وسمر فتياني، إلى جانب مشاركات أخرى مثل فرح أبو عطية، بما يعكس اهتمامًا نسويًا أردنيًا وعربيًا متزايدًا بقضايا البيئة.
ويشير المؤلف إلى أن تتبّع سيرة حياة غريتا يكشف أن التأثير الأبرز في تشكيل وعيها جاء من البيت والمدرسة، ما يؤكد ضرورة العناية بهاتين البيئتين لرفع مستوى الوعي لدى الأجيال الناشئة. ويعدّ هذا الهدف محورًا أساسيًا للكتاب، إلى جانب الإشادة بالنشاط الإنساني لغير العرب والمسلمين في مناصرة القضية الفلسطينية، مثل راشيل كوري التي قُتلت تحت جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها حماية منازل فلسطينيين من الهدم.
ويذكر أبو دية أن غريتا وُلدت عام 2003 في السويد، وأبدت منذ طفولتها المبكرة اهتمامًا واضحًا بالبيئة وقضايا المناخ. ففي سن الثامنة بدأت تتعلّم في المدرسة عن التغير المناخي وأسبابه وسبل مواجهته، وهو ما ترك أثرًا عميقًا فيها وأثار قلقها على مستقبل الكوكب.
وفي خاتمة الكتاب يشير المؤلف إلى أنه منذ خروج غريتا ثونبرغ إلى شوارع ستوكهولم وهي تحمل لافتة صغيرة كُتب عليها "إضراب من أجل المناخ"،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
