هنالك اليوم من يستعيد بقلق شديد عبارة جوليان آسانغ التي مفادها أن هذا الجيل هو آخر الأجيال الحرة، والمعني بهذه العبارة هو المجتمع الغربي. كلام عالي الإنذار ويشير إلى نكسة تاريخية مطلقة. فلطالما كانت «الحرية» هي الميزة الغربية التي روّج بها الغرب نفسه بإزاء الشعوب الأخرى.
هنالك من يهدد الحرية وهؤلاء أصبحوا من الثراء والسلطة والنفوذ وحالة القبض على العقل الإنساني بحيث أنهم لا يخفون هدفهم في تطويع المجتمعات والسيطرة عليها كلياً، وفي هذا فإن المجتمعات الإنسانية كلها معنية بالتهديد. وليس الأمر خيالاً علمياً وإنما هي حقيقة تتبدى متأخرة، بحيث أنها تدهم العقول وقدرتها على الاستيعاب. ومن السخرية أن مهددي الحرية ومحاصريها اليوم بواسطة جبروت قوتهم في التكنولوجيا هم من كانوا سابقاً وكلاء الحرية الذين فتحوا ما سموه فضاءاتها على شبكة الإنترنت، وهم من أوجدوا الشبكات الاجتماعية لينشغل بها الجميع مظهرين هوياتهم الفكرية والسياسية من دون قلق من وجود من يراقب ويسجل ما دام أن هنالك تعهداً بضمان حراسة الحرية بوجود مفهوم الخصوصية.
تتكشف الخصوصية علي تطبيق «الواتس آب» على أنها طرفة سمجة أطلقتها «ميتا» وتكررها كل مرة مع الذين يخشون علي خصوصياتهم ويترددون وهم على وشك الكتابة أو التسجيل الصوتي أو إرسال الصور. تقول لهم عبارة «ميتا» حينها: أسراركم محفوظة. وهي صدمت أصحاب الحسابات بإعلانها الجديد أنها بداية من الشهر الحالي سوف تستخدم ما يحلو لها من صور ومضمون في حسابات المستخدمين لأغراضها الخاصة.
الحرية على الانترنت والشبكات الاجتماعية ما هي إلا فخ، وهذه المحصلة يدلنا عليها بوضوح تام القرار التنفيذي الذي أصدرته إدارة دونالد ترامب قبل أيام قليلة والمطلوب فيه من السياح الزائرين لأمريكا إثبات سجل نظيف في استخدام الشبكات الاجتماعية ولمدة خمس سنوات لكي يحظوا بالموافقة على دخول أمريكا. حرية التعبير والقول الناقد لأمريكا (وبالتبعية إسرائيل) ممنوعة، وأكثر من سيسري عليهم القرار هم الكتّاب والصحفيون وبالذات العرب. القرار فيه تناقض صارخ مع الخطاب الأمريكي المنتقد بشدة لأوروبا «لتقييدها» حرية الرأي التي تتعلق هنا باليمين الأوروبي.
لكن التقييد الموازي والحقيقي في الواقع في عواصم أوروبية مهمة كان عن التعبير عن الرأي حول حرب الإبادة في غزة. مواطنون أوروبيون شقر يساقون من الشوارع إلى السجون لحملهم لافتات تدين الإبادة وظاهرة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
