في خطوة تهدف إلى احتواء أزمة إعلامية كادت أن تعصف بالعلاقات المهنية بين التغطية الإعلامية التونسية واللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا بالمغرب، قدمت قناة الحوار التونسي اعتذاراً رسمياً للمملكة المغربية، على خلفية تقارير غير دقيقة بثها مراسلها، حمزة الطياشي، حول ظروف تنظيم البطولة.
كواليس الأزمة.. زاوية مظلمة ومعطيات زيفها الواقع
بدأت القضية عندما نقل المراسل حمزة الطياشي تقارير تتضمن معطيات وصفت بـ المغلوطة حول كواليس مباراة المنتخب التونسي ونظيره الأوغندي بالملعب الأولمبي بالرباط.
وادعى المراسل انقطاع التيار الكهربائي عن الصحافيين، إلا أن مقاطع فيديو كواليس كشفت تعمده اختيار زاوية مظلمة للتصوير لإعطاء انطباع زائف عن الوضع.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زعم الطياشي أن الملعب صغير ويعاني من مشاكل لوجستية ، في حين أن الملعب المذكور تتسع مدرجاته لنحو 21 ألف متفرج، ويستوفي كافة المعايير الدولية التي تعتمدها الكاف .
تحرك حازم.. وقرار طرد مجمد
أثارت هذه الادعاءات استياء اللجنة التنظيمية لـ كان 2025 ، والتي اتخذت قراراً فورياً بـ سحب اعتماد المراسل وطرده. إلا أن مفاوضات اللحظة الأخيرة والتدخل المباشر من إدارة القناة التونسية حالا دون تنفيذ القرار.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد أقرت قناة الحوار التونسي بوقوع مراسلها في خطأ مهني جسيم ، وتعهدت بفتح مسطرة تأديبية في حقه فور عودته، مقترحةً في المقابل تقديم اعتذار علني ومباشر لجبر الضرر المعنوي الذي لحق بالمنظمين.
اعتذار علني وإشادة بالبنية التحتية
تفاعلاً مع هذه التطورات، أبدت الأطراف المغربية المسؤولية تفاهماً كبيراً حرصاً على روح التعاون الرياضي، ووافقت على طي الصفحة شريطة التصحيح العلني.
وبالفعل بثت القناة عبر برنامجها ليالي الكان تقريراً خاصاً يشيد بجودة التنظيم المغربي وتطور البنية التحتية، كما ظهر المراسل المعني مباشرة ليفسر سياق ما حدث، مختتماً مداخلته بـ اعتذار صريح للشعب المغربي وللجنة المنظمة.
خلاصة الموقف
تؤكد هذه الواقعة على الصرامة التي تنهجها اللجنة المنظمة لمونديال إفريقيا بالمغرب في التصدي للأخبار الزائفة، وفي الوقت نفسه، تعكس النضج في التعامل مع الهفوات المهنية بما يحفظ الروابط الأخوية بين المؤسسات الإعلامية في البلدين الشقيقين.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
