مع انطلاق كأس أمم إفريقيا بالمغرب، باتت البطولة أكثر من مجرد منافسة رياضية بين أفضل فرق القارة، فهي رافعة اقتصادية وسياحية هامة للبلاد.
من الملاعب إلى الأسواق، تمر البطولة بعدة محاور تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الوطني.
رواج واضح
ويبدو أن الزيارات الكثيفة من مختلف دول القارة إلى المغرب، قد أسهمت في ارتفاع إشغال الفنادق والمطاعم والمقاهي في المدن المستضيفة.
السياح لم يأتوا فقط لحضور المباريات، بل استغلوا الفرصة لزيارة المناطق السياحية والأسواق التقليدية، ما أنعش القطاع السياحي الذي يعد من أهم ركائز الاقتصاد المغربي.
وعرفت الأسواق التجارية والمراكز الكبرى رواجا ملحوظا في المبيعات، خصوصا للمنتجات التقليدية والهدايا التذكارية والملابس الرياضية.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن هذه الفعاليات تتيح فرصا للشركات المحلية لتسويق منتجاتها على نطاق أوسع، كما تسهم في تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالحدث.
تعزيز صورة المغرب
وفي هذا السياق، قال المحلل الاقتصادي كريم التوزاني، إن بطولة مثل كأس أمم إفريقيا ليست مجرد حدث رياضي، بل فرصة لتعزيز الرواج الاقتصادي .
وأشار التوزاني في تصريح لـ بلادنا24 إلى أن كل مليون زائر يمكن أن يولد آلاف الوظائف المؤقتة والدائمة، ويزيد من الطلب على الخدمات المحلية ، معتبرا أن الإعلام والتغطية الدولية يرفعان من قيمة المغرب السياحية على المدى الطويل، ما يجذب مزيدا من الاستثمارات بعد انتهاء البطولة .
وأضاف بأن الدورة الاقتصادية المصاحبة للبطولة تشمل عدة قطاعات، من النقل والمواصلات إلى الأنشطة الثقافية والترفيهية ، مؤكدا أن هذه الدورة تعزز من الدخل الوطني وتدعم النمو الاقتصادي المحلي، وتخلق فرصا للشباب من خلال التوظيف المؤقت والدائم، كما تعزز من صورة المغرب على المستوى الدولي كمركز رياضي وسياحي مهم .
من الملاعب إلى الأسواق، يظهر أن المغرب نجح في تحويل كأس أمم إفريقيا إلى أداة اقتصادية متكاملة، البطولة لا توفر تجربة رياضية للزوار فحسب، بل تخلق فرص عمل، تدعم الاقتصاد المحلي وتعزز السياحة والاستثمار.
وفي الوقت الذي تتنافس فيه الفرق على اللقب، يبدو أن المغرب نفسه فاز بالرهان الاقتصادي من تنظيم الحدث.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
