الدكتور رعد البيدر - الشارقة

تُعدُّ وثيقةُ الأمنِ القوميِّ الأمريكيِّ (NSS) الصادرةُ يومَ الجمعةِ 19-12-2025، مَرجِعاً يُحدِّدُ التهديداتِ والأولوياتِ. تُمَثِّلُ الوثيقة انعطافةً حادةً تُعَرِّي زيفَ الادعاءاتِ الأمريكية السابقةِ مساعدةِ الدولِ على بناءِ نُظمٍ ديمقراطية، مُعلنةً الانتقالَ الصريحَ نحو سياسةِ مُقايضةِ المنافعِ. نال الشرقُ الأوسطُ بأكملهِ حيزاً ضيقاً لا يتجاوزُ صفحتينِ من أصلِ 33 صفحةً، مِمَّا يُكرِّسُ الانتقالَ من استراتيجيةِ تغييرِ الأنظمةِ إلى سياسةِ تأمينِ الممراتِ الملاحيةِ وضمانِ أمنِ الكيانِ الصهيونيِّ. ألا يعني الإسقاطُ المتعمدُ لاسمِ العراقِ منَ المتنِ الرسميِّ أنَّ بغدادَ ربما باتتْ في الحساباتِ الأمريكيةِ المعاصرةِ أقربَ إلى منصةٍ لتنفيذِ المصالحِ وتصفيةِ الحساباتِ الإقليميةِ، بدلاً منْ كونِها شريكاً استراتيجياً كاملَ السيادةِ؟ إذْ يتساءلُ البعضُ عما إذا كانتْ الرؤيةُ الأمريكيةُ تجعلُ بغدادَ مجردَ "حلقةِ وصلٍ" لتمريرِ التفاهماتِ الكبرى، مِمّا يرمي بالعاصمةِ في أتونِ أدواتِ اللعبةِ الدوليةِ بدلاً منْ أنْ تكونَ لاعباً مستقلاً في الميدانِ.

وَيَتساءلُ البعضُ الآخرُ عما إذا كانَ العراقُ قدْ باتَ "عنواناً غائباً " يُدارُ ملفُّهُ عبرَ رسائلَ مُضمرةٍ وتوجيهاتٍ ميدانيةٍ يتلقاها القادةُ بعيداً عنْ أروقةِ الدبلوماسيةِ والاتفاقاتِ المعلنةِ، بينما يذهبُ آخرونَ إلى التساؤلِ عنْ طبيعةِ دورِ المبعوثِ "مارك سافايا" بصفتهِ مُترجماً ميدانياً لاشتراطاتِ واشنطنَ، وهلْ يعني الوجودُ الميدانيُّ أنَّ تشكيلَ الحكومةِ القادمةِ سيكونُ مرهوناً بمدى منحِ عقودِ الطاقةِ للشركاتِ الأمريكيةِ؟ في حينِ تبرزُ مخاوفُ شعبيةٌ تتساءلُ عنْ مدى إجبارِ الحكومةِ القادمةِ على التماهي معَ قطارِ التطبيعِ الإقليميِّ مقابلَ ضمانِ بقائِها في السلطةِ، وسطَ تساؤلٍ جوهريٍّ يطرحُهُ مراقبونَ حولَ ما إذا كانَ صانعُ القرارِ يدركُ أنَّ "تحجيمَ النفوذِ الإيرانيِّ" لمْ يعدْ خياراً سياسياً، بلْ صارَ اشتراطاً صارماً تفرضُهُ واشنطنُ بينَ سطورِ.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية