دبّر لمخك في تفكيرك ولكن السفالة علاش؟

هناك فئة من المغاربة لا يريدون لأشقائهم المغاربة الآخرين أن يكون لديهم رأي مختلف عما يؤمنون به، بل يسارعون إلى سبّهم والتنمر عليهم بألفاظ منحطة جاهزة غالبيتها من "إنتاج" أجهزة نظام البلد الجار الجزائر من قبيل "العياشة" و"الزلايجية" و"البحلاسة" و"الشياتة" وغيرها من الألفاظ التي لا تليق إلا بجاهل أو متنطع أو حقود على الوطن ومؤسساته ورموزه !

تريد أن يكون لك رأيٌ مخالف، وخاصة إزاء طريقة استقبال ضيوف المغرب هذه الأيام، ولاسيما من جارتنا الشرقية، لك ما تشاء وعبر عنه كما يحلو لك وكما تراه مناسبا لما تؤمن به من أفكار، لكن لا تصادر الآخرين حقهم في التعبير عما يؤمنون به أيضا، ولا داعي للسفالة وقلة الأدب مع المختلفين معك.

الثابت والمؤكد أن البعض من هواة استعمال هذه القواميس الدنيئة والذين يلبسون ثوب "المعارضين" يستعملونها استعمالا عشوائيا، بل وبكثير من القذارة والخسة والنذالة في الغالب، عندما يريدون فقط تمرير رسائلهم إلى من يهمهم الأمر من المسؤولين والسلطة، لغاية طبعا في أنفسهم الأمّارة بالسوء، حتى ولو كان وقودُ ذلك وحطبُه مواطنين ذنبُهم الوحيد أنهم يعبرون عن شعورهم وأفكارهم بصراحة وبطريقة أو بأخرى !!

كما أن البعض من المتهافتين المتكالبين على هذه النعوت القدحية، تفضحُهم كتاباتُهم الركيكة وضحالة أفكارهم المعبر عنها، فتعرِف بسهولة ويُسر بأنهم إنما هم من ذوي الأفق الضيق جِداً، الجاهلين بحقائق التاريخ، بل والجاهلين أيضا حتى بما يجري ويدور اليوم في محيطهم الجغرافي والاجتماعي والسياسي؛ لأن مجرد استحضار بعض الأحداث التاريخية المؤلمة منها بالخصوص، في علاقتنا كمغاربة مع الجزائر، واستعراض ما يقوم به النظام السياسي هناك ضد بلادنا، سواء فيما يتعلق بوحدتنا الترابية، أو كما يفعل حاليا وبالموازاة مع التظاهرة الرياضية الجارية من حملات إعلامية مزيفة ومضللة وحقيرة، يعطي للمغاربة الداعين إلى أخذ مسافة من مواطني ذاك البلد الشرعيةَ الكاملة والحق المكفول في إبداء التحفظ إزاءهم.

لا ندعو هنا إلى قطع الصلة مع الشعوب الأخرى، ولاسيما الشعب الجزائري، ولكن فقط ينبغي علينا التحلي بكثير من الحِلم والحذر واليقظة واتخاذ العبرة؛ فالخديعة الكبرى التي تعرّض لها أجدادنا ومعهم المَلِكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، من طرف أجداد هؤلاء وقادة تحريرهم حينما نقضوا العهود وخانوها ضد من آواهم وآمنَهم من خوف وأطعمهم من جوع، ومآساة ترحيل عشرات الآلاف من المغاربة فجْر ذات يوم عيد أضحى، وأحداث وأفعال أخرى ما تزال متواصلة، لا يمكنها إلا أن تجعل المغربي وتحتّم عليه أن يقتصد في سخائه الباذخ ويكبح اندفاعه العاطفي ويتحفظ ما أمكن اتقاءً للأسوأ!


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 55 دقيقة
منذ 57 دقيقة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
صحيفة الأسبوع الصحفي منذ 18 ساعة
هسبريس منذ 32 دقيقة
هسبريس منذ 6 ساعات
هسبريس منذ ساعتين
هسبريس منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 57 دقيقة
هسبريس منذ 7 ساعات
موقع بالواضح منذ 21 ساعة