شارع العرب، هذا اسمه المجازي، لكثره الحشود التي ترتاده، وهي من جنسيات عربية مختلفة، وأنتَ تنطق هذا الاسم تشعر بالسعادة، ويكفي أن للعرب مكاناً على أرض بحجم بريطانيا العظمى، يكفي أن يُذكر العرب في زمن تلاشت فيه النجوم، واختفت الموجة، تطوي بياضها وتذهب بعيداً.
في هذا الشارع، تشم رائحة الأطعمة التي أدمنتها في بلادك، وترى العباءات بمختلف الألوان والأشكال، والتفاصيل الصغيرة، المدهشة.
في هذا الشارع، تتأمل المكان فتخطر على بالك شوارع قديمة شاهدتها في أمكنة كثيرة من بلادك العربية. بريطانيا العظمى لم تزل تجمع العالم على مائدة الألفة.
في كل زاوية وناصية، يقف عربي بمعطف البرد يفرك يديه، ولا تعلم ماذا تعني هذه الحركة، ولكنك تسوقها لنفسك وتقول لأنه يعاني من البرد، وللبرد مبرراته، ولذلك تتمنى له العافية، وتمرّ.. تمرّ وقبل أن تعبر الشارع (العربي) تصطدم بامرأة، وقد ملأت أطرافها بالذهب وكل ما تكتنزه أمنا الأرض، وتسمع صوت الخلاخيل تتصادم مع بعضها بعضاً، وتقول، هذه المرأة فاترينة ذهب تمشي على الأرض، لا يسعدك ذلك، وتتضامن مع المرأة، وتقول في نفسك، الله يحميها من أيدي البطش، وتعبر الشارع، تعبر الزمن، تعبر التاريخ برمته، وتتهيأ لك صورة عالَم آخر يتحرك عند جادة طريق، عالَم اسمه الصقيع، بدأ يلفح وجهك، ويصفعك بكفوف كأنها صفائح المعدن. تشعر بالرغبة في العودة إلى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
