على الرغم من التحولات التي شهدها ملف الصحراء المغربية والاختراقات التي راكمتها الرباط في تدبير ملف وحدتها الترابية، فإن النظام الجزائري لا يزال يصر على السباحة عكس التيار الدولي الذي كرسه قرار مجلس الأمن الأخير، متمسكا بدعم الطرح الانفصالي الذي تتآكل شرعيته يوما بعد آخر في خضم هذه التحولات؛ ما يكشف عن حدود رهانات الجزائر الخارجية في ظل عالم يعيد ترتيب أولوياته وفق منطق المصالح والاستقرار.
ويثير استمرار النظام الجزائري في التشبث بمواقفه التقليدية تساؤلات متزايدة حول كلفة هذا الخيار سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجزائر وتنامي مظاهر العزلة التي يعيشها هذا البلد المغاربي الذي يصر حكامه على تجاهل الأولويات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، مقابل مواصلة دعم قضية صارت، وبحكم الواقع، عبئا ثقيلا يطارد السياسة الخارجية للجزائر ويقيد حركتها في محيط دولي وإقليمي سريع التحول.
شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، قال إن النظام الجزائري، رغم الخسائر التي مُني بها في ملف الصحراء المغربية والمتغيرات الإقليمية والدولية والتطورات التي شهدها هذا الملف آخرها قرار مجلس الأمن الدولي، لا يزال مُصرا على دعم الطرح الانفصالي .
وأضاف بن زهرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن النظام يحاول تجاهل العواقب المترتبة عن خياراته؛ لأن هذه القضية وجودية بالنسبة له، ويحاول تأخير الحل بأي ثمن كان .
وأوضح الناشط السياسي الجزائري المعارض أن النظام الجزائري لم يحقق أية مكاسب استراتيجية في هذا الملف؛ بل تكبد خسائر اقتصادية ودبلوماسية كبيرة من دعمه لميليشيا البوليساريو على حساب حاجات الشعب الجزائري وصورة الدولة التي تضررت بشكل كبير نتيجة سياسات هذا النظام .
وأبرز المتحدث ذاته أن الجزائر خسرت الكثير على المستوى الدبلوماسي، وتحول موقفها إلى توتر مع الدول المغاربية والإفريقية والأوروبية أيضا؛ وهو ما تكشف عنه الأزمة مع فرنسا .
وسجل بن زهرة أن النظام رهن علاقاته مع الدول بموقفها من قضية الصحراء؛ وهو ما تسبب في أزمات دبلوماسية غير مسبوقة مع العديد من الدول، وأدى إلى عزلة دبلوماسية وزيادة الضغوط الدولية على الجزائر .
وأشار الناشط السياسي الجزائري سالف الذكر إلى أن التكلفة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة واضحة للعيان؛ من خلال الموارد المالية المهمة التي تخصصها الجزائر لدعم البوليساريو ، وتمويل الجهود.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من هسبريس
