الأسبوع زجال بلقاسم
في مشهد يحاكي ذروة العبور الصيفي، شهد ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني مؤخرا حالة من الاستنفار اللوجستي غير المسبوق، ما دفع السلطات المينائية إلى تفعيل مخطط استثنائي وصف بـ عملية مرحبا المصغرة ؛ هذا التحرك الاضطراري جاء نتيجة تدفقات بشرية، وارتفاع قياسي في أعداد المركبات المتجهة نحو مينائي طنجة المتوسط وسبتة، في توقيت تجاوز التوقعات المعتادة لعطلات نهاية السنة، وهو ما يعكس الحركية الكبيرة التي سبقت احتضان المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وما يرافقها من انتعاش في سلاسل النقل والخدمات اللوجستية العابرة للقارات.
وعملت هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء على إعادة هندسة الفضاءات المينائية لاستيعاب هذا الضغط المتزايد، حيث جرى فتح ساحة غاليرا وتجهيز مساحات احتياطية إضافية لضمان انسيابية المرور وتفادي الاختناقات المرورية، إذ لم يقتصر التدخل على الجانب التنظيمي للمجال، بل شمل تعزيز الموارد البشرية من خلال تكثيف حضور أعوان تنظيم السير والشرطة المينائية، في محاولة لضبط إيقاع العبور السريع وتأمين سلامة المسافرين، وهو ما يؤشر على جاهزية قسرية فرضتها الدينامية الاقتصادية والرياضية التي يفرضها المغرب كوجهة قارية أولى في هذه الفترة.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن هذا الزخم الاستثنائي يتجاوز الطابع الموسمي المرتبط بالجالية المغربية، ليمتد إلى تدفق مشجعين أفارقة ووفود دولية تتقاطر على المغرب لمواكبة العرس الكروي القاري، كما يعد هذا التدفق المبكر بمثابة حقنة أوكسجين للاقتصاد المحلي، لا سيما في قطاعات النقل البحري، التأمينات، والخدمات السياحية، حيث تحول معبر الزقاق إلى شريان حيوي يربط بين طموحات المغرب التنظيمية والطلب المتزايد على الولوج إلى ترابه الوطني من البوابة الشمالية.
وتأتي هذا الحركية الاستثنائية في وقت تتوقع فيه تقارير رياضية أن تسجل النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا، أعلى نسبة حضور جماهيري في تاريخ المسابقة، مستفيدة من الموقع الجغرافي للمملكة وقربها من القارة الأوروبية، إضافة إلى وجود جاليات إفريقية وازنة بعدد من الدول الأوروبية، ترى في هذه البطولة فرصة لمتابعة منتخباتها عن قرب.
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الأسبوع الصحفي

