تراجعت الأجواء المتوترة في أنفيلد بعدما قرر الهولندي أرني سلوت إعادة النجم المصري محمد صلاح لقائمة ليفربول لمواجهة برايتون، في خطوة أنهت مؤقتًا حالة الجمود التي سببتها التصريحات النارية والتباين في وجهات النظر بين الطرفين، وسط تكهنات حول إمكانية تصاعد الأزمة إلى طريق مسدود.
كواليس قرار عودة محمد صلاحالقرار لم يكن تعبيرًا عن ودٍ مفاجئ أو إعادة علاقات طبيعية، بل جاء تحت ضغوط ملحة فرضتها 5 عوامل أساسية، دفعت سلوت إلى قبول ما يمكن وصفه بـ"صلح اضطراري"، لتجنب تداعيات أكبر على الفريق.
أول هذه الأسباب يتعلق بتراجع أداء الفريق في جدول الدوري، حيث باتت النتائج المخيبة واضحة خلال المباريات التي غاب عنها صلاح، ما كشف العقم الهجومي للفريق، وأكد أن فلسفة المدرب وحدها لا تكفي لتحقيق الانتصارات، خاصة وأن صلاح يمثل العنصر الأساسي لضمان أكثر من 20 هدفًا في الموسم، ما جعل إبقاؤه خارج التشكيلة مخاطرة كبرى قد تهدد استقرار الموسم.
ثانيًا، الضغط الجماهيري والإداري كان له أثر حاسم، حيث لم تتسامح جماهير ليفربول مع استبعاد نجمهم و"رمز الجيل الذهبي"، فيما حرصت إدارة النادي على تفادي غضب الجماهير وفقدان عنصر تسويقي وفني بهذا الحجم، ما جعل إعادة صلاح خطوة ضرورية لتجنب موجة انتقادات واسعة.إعادة صلاح لا تعني نهاية الأزمة في ليفربول
ثالثًا، اقتراب نافذة الانتقالات الشتوية زاد المخاوف من فقدان صلاح نهائيًا، إذ كان استمرار الخلاف سيبعث برسالة للاعب ووكيله بالبحث عن وجهة جديدة، وهو ما قد يضع ليفربول في موقف صعب جدًا لا سيما في منتصف الموسم، ولذلك كان الهدف من العودة الحفاظ على الاستقرار الفني وإرجاء أي قرارات مصيرية للصيف المقبل.
رابعًا، القلق من خسارة صلاح مجانًا كان من أبرز المحركات للقرار، حيث أن أي خروج محتمل في ظل توتر العلاقة كان سيكلف النادي قيمة مالية وفنية كبيرة، في حين أن عودته للملعب تحافظ على قيمته وتضمن وداعًا منظمًا إذا قرر الطرفان الانفصال لاحقًا، بدلًا من خروج كارثي وغير محسوب النتائج.
وأخيرًا، الخشية من وصمة "المدرب الذي أقصى الأسطورة" شكلت عاملًا نفسيًا مؤثرًا على سلوت، فهو لم يرغب أن ترتبط بداية مسيرته الحقيقية في ليفربول بلقب "المدرب الذي تسبب في رحيل صلاح"، خصوصا إذا فشل الفريق في تحقيق البطولات لاحقًا، ما يجعل احتواء الأزمة خطوة ضرورية للحفاظ على سمعته قبل حماية مصالح النادي.(ترجمات)۔۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
