أطلق مجموعة من الفنانين والمثقفين والصحافيين والحقوقيين والفاعلين المدنيين بالمغرب، عريضة توقيعات واسعة، تطالب بالإفراج الفوري عن الرابور المغربي جواد أسرادي، المعروف فنيا باسم بوز فلو .
العريضة، التي ضمت أكثر من 80 شخصية من مختلف المجالات، دعت إلى حماية حرية الإبداع والتعبير الفني، معتبرة أن متابعة الرابور تشكل مساسا خطيرا بالحقوق والحريات الأساسية المكفولة دستوريا وكونيا .
وعبر الموقعين عن العريضة، عن قلقهم البالغ إزاء متابعة الرابور بوز فلو على خلفية مضامين فنية واردة في عدد من أغانيه، معتبرين أن هذه المتابعة القضائية تأسست على تأويلات مغلوطة واقتطاعات مجتزأة من الكلمات الفنية، وقراءة غير فنية لا تراعي خصوصية فن الراب .
في هذا الصدد، أشارت العريضة إلى استحضار أعمال فنية قديمة كانت قد خضعت سابقاً للمتابعة وانتهت بالحفظ، معتبرة أن ذلك يطرح تساؤلات جدية حول حدود حرية الإبداع الفني .
هذا وأكد الموقعون، أن متابعة الفنانين على خلفية أعمالهم الفنية تهدد مباشرة حرية التعبير وتخلق مناخا من التخويف والرقابة الذاتية داخل الأوساط الفنية ، مضيفين أن حرية الرأي والتعبير، بما فيها حرية الإبداع، تشكل ركنا أساسيا لأي مجتمع ديمقراطي .
ولفتت العريضة، إلى أن هذه الحقوق مضمونة بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وخاصة المادة 19، إضافة إلى الفصل 25 من الدستور المغربي الذي يضمن حرية الفكر والرأي والتعبير والنشر والإبداع الفني والأدبي.
في هذا السياق، طالبت العريضة، بإطلاق سراح الرابور جواد أسراري، ووقف المتابعات القضائية في حق الفنانين بسبب آرائهم أو تعبيراتهم الفنية، داعية إلى سن إطار قانوني واضح يحمي الإبداع الفني وحرية التعبير، مع التنصيص على عدم إخضاع الفنانين لعقوبات سالبة للحرية بسبب أعمالهم الفنية.
بالإضافة إلى هذا، حذر الموقعون من أن التضييق على التعبير الفني الشبابي لا يحد من الاختلاف، بل يعمق فجوة انعدام الثقة ويؤثر سلباً على صورة المغرب ، مؤكدين أن الدفاع عن حرية بوز فلو هو في جوهره دفاع عن حرية الإبداع وحرية التعبير وعن حق الشباب في التعبير، وأن استمرار اعتقاله يشكل مساساً صريحاً بالمبادئ الكونية لحقوق الإنسان والمقتضيات الدستورية الوطنية.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
