أثارت الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس) موجة واسعة من الاستياء في صفوف ساكنة مدينة أكادير، بعد فرضها على المنخرطين أداء مبلغ الانخراط السنوي كاملا دفعة واحدة، في خطوة وصفت بغير المقبولة اجتماعيا، خصوصا في ظل الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تعيشها فئات واسعة من المواطنين.
وقالت مصادر بلادنا24 ، أن الجدل يأتي في وقت تؤكد فيه الاتفاقية المبرمة سابقا بين جماعة أكادير وشركة سونارجيس ، إمكانية أداء واجبات الاستفادة من المرافق الرياضية عبر دفعات، قد تصل إلى أربع دفعات في السنة، وهو ما كان يراعي القدرة الشرائية للمواطنين ويضمن الولوج العادل للخدمات العمومية.
ولفتت المصادر، أن سونارجيس، المفوض لها تدبير المسبح، اعتمدت سياسة الأداء السنوي الإجباري دفعة واحدة، مما اعتبره عدد من المرتفقين تراجعا واضحا عن المكتسبات السابقة، وإخلالا بروح الاتفاقية التي وُقعت مع الجماعة، والتي يفترض أن تحمي حقوق الساكنة لا أن تثقل كاهلها.
مرفق عمومي بمال دافعي الضرائب
وشدد المصادر، أن الأمر يتعلق ابمسبح شيد بالمال العام، أي بأموال دافعي الضرائب، وكان من المفترض أن يظل في خدمة الساكنة بشروط تراعي البعد الاجتماعي، لا أن يتحول إلى فضاء شبه خاص لا يلجه إلا القادرون على أداء مبالغ مرتفعة دفعة واحدة.
واعتبرت فعاليات محلية وجمعوية أن تفويت تدبير هذا المرفق العمومي لشركة سونارجيس، تم دون إشراك حقيقي للمواطنين، ودون ضمانات واضحة تحافظ على الطابع الاجتماعي للمسبح، محذرين من أن منطق الربح قد طغى على منطق الخدمة العمومية.
مطالب بمراجعة القرار
وطالبت الساكنة، عبر تصريحات متطابقة، بضرورة تدخل جماعة أكادير والجهات الوصية لإلزام الشركة باحترام بنود الاتفاقية الأصلية، وتمكين المنخرطين من خيار الأداء عبر دفعات، أسوة بما كان معمولا به سابقا، وبما ينسجم مع مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة المجالية.
و دعت الساكنة المتضررة، إلى فتح نقاش عمومي حول شروط تفويت المرافق الرياضية المشيدة بالمال العام، وضمان آليات للمراقبة والتتبع، حتى لا تتحول هذه المرافق إلى عبء مالي جديد على المواطنين بدل أن تكون متنفسا رياضيا وصحيا لهم.
أزمات مماثلة لشركة سونارجيس
وفي ذات السياق، خلف إغلاق المسبح البلدي المغطى، بحي المسيرة الأولى بمراكش، نهاية الأسبوع الجاري، استياء عدد من المنخرطين، الذين تفاجؤوا بقرار شركة سونارجيس ، الإغلاق إلى أجل غير مسمى، بسبب بعض الإصلاحات المرتقبة به.
وفي حديث سابق مع بلادنا24 ، عبر عدد من المنخرطين، عن غضبهم من قرار سونارجيس ، بالرغم من أدائهم لواجبات الانخراط السنوية. مؤكدين على أن قرار الإغلاق غير مبرر ، ومطالبين الشركة المعنية، بتعويضهم عن أيام الإغلاق.
وأضاف المتحدثون، أن عدد المنخرطين يتجاوز 200 منخرط ومنخرطة، بذات المسبح. مجددين استيائهم من الإغلاقات المستمرة التي تطال المسبح، في وقت يعرقل الإغلاق نشاط الأندية الرياضية، ويعطل تداريبها، وأنشطتها اليومية ، وفق تعبيرهم، علاوة على مبلغ الإشتراك السنوي، الذي ينتظر المنخرطون أن تعيد الشركة في نسبة أدائه، خصوصا وأن المرفق تابع للدولة، ويحق للجميع أن يمارس رياضة السباحة، بأثمنة معقولة، تراعي الطبة المتوسطة والفقيرة.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
