أكد المحلل السياسي أحمد المهدوي، أن «الحوار المهيكل» لا يعكس إرادة الليبيين ولا يقدّم مساراً حقيقياً لإنهاء الانسداد السياسي، بل يعيد إنتاج نفس الأساليب التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع الخطير.
وقال المهدوي، في منشور عبر «فيسبوك»: لماذا الحوار المهيكل ليس حلاً بل جزء من الأزمة؟، ما يُطرح اليوم تحت مسمى «الحوار المهيكل» لا يعكس إرادة الليبيين ولا يقدّم مساراً حقيقياً لإنهاء الانسداد السياسي، بل يعيد إنتاج نفس الأساليب التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع الخطير .
وأضاف أبرز عيوب الحوار المهيكل: غياب الشرعية الشعبية، المشاركون لم يُنتخبوا، ولم يُفوضوا من الشعب، مما يجعل مخرجات الحوار معزولة عن الإرادة الوطنية الحقيقية، تدوير نفس الوجوه والأجسام، الحوار يعيد تدوير أطراف فشلت سابقاً في إدارة المرحلة، بدل فتح المجال لقيادات وطنية جديدة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة، إقصاء مؤسسات وطنية فاعلة .
وتابع يتم تهميش مؤسسات سيادية وأمنية أساسية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وكأن الاستقرار يمكن أن يتحقق بمعزل عن القوة الوطنية المنظمة، خضوع للأجندات الخارجية، الحوار يُدار وفق أولويات الممولين والوسطاء الدوليين، لا وفق أولويات المواطن الليبي الذي يطالب بالانتخابات والأمن والاستقرار .
واستطرد غياب جدول زمني ملزم، لا توجد ضمانات حقيقية لتنفيذ المخرجات، ولا سقف زمني واضح، ما يجعله مجرد عملية لإدارة الأزمة لا حلّها، الهروب من الاستحقاق الانتخابي، بدلاً من الذهاب مباشرة إلى الانتخابات، يتم خلق مسارات موازية لإطالة عمر المراحل الانتقالية .
واستكمل أي حوار لا يقود بوضوح إلى انتخابات حرة، ولا يحترم المؤسسات الوطنية، ولا ينطلق من الداخل الليبي هو حوار فاقد للمصداقية، مهما كانت تسميته، ليبيا لا تحتاج إلى حوارات جديدة بل إلى إرادة سياسية صادقة تحترم خيار الشعب .
هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا
