شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً خطيراً من قبل قيادات تنظيم الإخوان في السودان، إذ وجهت تهديدات مباشرة ضد المدنيين السودانيين ودول المنطقة، بل امتدت لتطال الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف واسعة لدى المجتمع الدولي وقلقاً متزايداً داخل السودان.

وأبدى قياديون إخوانيون، بينهم الناجي عبد الله المعروف بـ أمير الدبابين خلال حرب الجنوب في التسعينات، نوايا واضحة لمهاجمة البيت الأبيض، في مقطع فيديو واسع الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: أمنيتنا أن نفتح زخيرة في البيت الأبيض. كما يتربص بنا الرئيس الأمريكي وأجهزة استخباراته فإننا سنقاتله ومخابراته داخل البيت الأبيض .

إلى جانب هذا، هدد القيادي ياسر عبيد الله المدنيين الذين قادوا الحراك الشعبي الذي أسقط النظام في أبريل 2019، بالقتل إذا خرجوا إلى الشوارع مجدداً، ملمحاً إلى اعتماد التنظيم الكامل على الجيش السوداني.

وفي تسجيل آخر، أقر اللواء عبد الهادي عبد الباسط، ضابط سابق في جهاز الأمن السوداني، بأن التنظيم يمتلك قدرات لإلحاق الأذى بدول المنطقة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الاتهامات بأن جماعات إخوانية متحالفة مع الجيش السوداني مرتبطة بتنظيمات إرهابية خارجية، خاصة منذ اندلاع الحرب في السودان أبريل 2023.

ويُذكر أن للإخوان سجل طويل في دعم الإرهاب، شمل استضافة زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1991، ومنح جوازات سودانية لعناصر متطرفة، وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، منها محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في 1995، وتفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، واستهداف المدمرة يو إس إس كول عام 2000.

وقد تزامنت هذه التهديدات، مع جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي الجمعة الماضية، حيث أكد كين إزاك، المدير الأسبق لمنظمة الهجرة الدولية والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية، أن أزمة السودان الأساسية تعود إلى التطرف الإسلامي الذي سيطر على الدولة منذ عام 1989، مشيراً إلى أن تنظيم الإخوان وجناحه السياسي، حزب المؤتمر الوطني، مسؤولان عن الحروب والأعمال الإرهابية التي شهدها السودان خلال التسعينات.

هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24