نجحت الكرة المغربية في تحقيق إنجاز رياضي جديد، تمثل في التتويج بكأس العرب فيفا قطر 2025 ، مضيفًا بذلك اللقب الدولي الخامس لخزينة المنتخب المغربي.
ومنذ مشاركته في كأس العالم قطر 2022، يواصل المنتخب تحقيق الإنجاز تلو الآخر، ما يؤكد أن كل نجاح للكرة المغربية ليس وليد الصدفة، بل نتاج مشروع متكامل يرتكز على أسس صلبة.
المنتخب الأول.. تحقيق الحلم وبلوغ المربع الذهبي لمونديال قطر
برهن المنتخب المغربي الأول خلال السنوات الأخيرة على حضوره اللافت كأحد أقوى المنتخبات الإفريقية والعالمية. فبعد عودته إلى نهائيات كأس العالم 2018 عقب غياب دام 20 سنة، قدّم أسود الأطلس أداءً مشرفًا على الرغم من الخروج المبكر من دور المجموعات، ليعود المنتخب المغربي بعدها للبطولة العالمية محققا إنجازا تاريخيا ببلوغه نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.
بيد أن الإنجاز تلاه تثعر في بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 بساحل العاج، وهي الكأس لا تزال غائبة حتى عن خزائن المنتخب المغربي منذ خمسين عامًا، بعد اللقب اليتيم بإثيوبيا سنة 1976.
الشان .. سيطرة مغربية مطلقة
حقق المنتخب المغربي المحلي نجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مما أكسب الكرة المغربية إشعاعًا قارياً وعربياً كبيرا، فقد تُوِّج باللقب ثلاث مرات خلال عقد واحد في بطولات كأس أمم إفريقيا للمحليين الشان.
وتوج أسود البطولة الاحترافية بنسخة شان 2018 على أرضهم بقيادة جمال السلامي، ونسخة 2021 بالكاميرون رفقة السلامي أيضا، وأخيرًا نسخة الجزائر سنة 2023 رفقة طارق السكتيوي.
التكوين.. بناء جيل واعد
ولم يقتصر النجاح على المنتخبين الأول والمحلي، بل شهدت المنتخبات السنية والأولمبية تطورًا لافتًا وحققت إنجازات مهمة على المستويين القاري والدولي في السنوات الأخيرة، مما يعكس قوة برامج الأكاديميات المغربية واستراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تطوير المواهب.
وبرز منتخب المغرب لأقل من 17 سنة في بطولات إفريقيا، محققًا تأهلًا تاريخيًا لكأس العالم للشباب تحت 17 سنة، مقدمًا مستويات فنية مشرفة ومهارات فردية عالية، فيما أحرز منتخب أقل من 23 عاما لقب كأس إفريقيا سنة 2023، كما فاز منتخب أقل من 20 سنة إنجازًا تاريخيًا بفوزه بكأس العالم للشباب 2025 على حساب الأرجنتين، مؤكدًا قدرة المغرب على إنتاج جيل واعد قادر على المنافسة عالميًا.
أما المنتخب الأولمبي، فقد أظهر تطورًا ملحوظًا بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، ليصبح أول منتخب مغربي يحقق ميدالية أولمبية في كرة القدم.
الكرة النسائية.. إنجازات تاريخية
وشهدت الرياضة النسوية المغربية تطورًا ملحوظًا، لتصبح جزءًا مهمًا من النجاحات الكروية للمغرب. وتمكن المنتخب النسوي المغربي من تحقيق عدة إنجازات، أبرزها التتويج بكأس اتحاد شمال إفريقيا للسيدات، والتأهل التاريخي لكأس العالم للسيدات 2023، مقدمًا مستويات فنية كبيرة.
كما أثبتت الأندية النسوية، وعلى رأسها نادي الجيش الملكي، قدرتها على المنافسة محليًا وقاريًا، سيما في دوري أبطال إفريقيا وكأس العالم الحالية والتي بلغ فيها نصف النهائي، ما يعكس اهتمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتطوير هذا القطاع ودعمه فنيًا وتدريبيًا.
الفوتصال .. هيمنة إفريقية وعربية
شهدت كرة القاعة الفوتصال تطورًا واضحًا، بعدما تمكن المنتخب المغربي للرجال والفرق الوطنية من تحقيق عدة إنجازات، أبرزها التتويج بطولة إفريقيا لكرة القاعة ثلاث مرات متتالية، إضافةً إلى ثلاثة ألقاب متتالية في بطولة كأس العرب داخل القاعة، مع الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم، ما يؤكد قوة المنتخب وقدرته على الهيمنة على البطولات العربية والإفريقية.
الأندية المغربية.. عودة قوية
وعادت الأندية المغربية لترسيخ حضورها الإفريقي، محققة السيطرة على النهائيات القارية. فقد فاز الرجاء الرياضي بكأس الكونفدرالية الإفريقية في مناسبتين (2018، 2021) كما أضاف كأس السوبر الإفريقي سنة 2019 إلى خزائنه، وكان له حضور قوي في كأس العرب للأندية الأبطال 2020، التي أحرز لقبها.
أما الوداد الرياضي، فتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا سنتي 2017 و2022، إضافة إلى كأس السوبر الإفريقي سنة 2018 مؤكّدًا علو كعب الكرة المغربية.
كما برز نهضة بركان كقوة صاعدة، متوجًا بكأس الكونفدرالية الإفريقية ثلاث مرات ،(2020، 2022، 2025) إضافةً إلى كأس السوبر الإفريقي 2022.
وتمثل المسيرة الكروية المغربية في العقد الأخير نموذجًا متكاملًا للنجاح والاحترافية، سواء على مستوى المنتخب الأول، أو المنتخبات السنية، أو الكرة النسوية، وكرة القاعة، وأثبتت قدرة الكرة الوطنية على المنافسة قارياً وعالمياً، بالاعتماد على مدربين مغاربة وكفاءات وطنية لاكتشاف وصقل مواهب اللاعبين وبناء هوية كروية واضحة تجمع بين الانضباط الفني والروح القتالية.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
