ويقترح هذان العملان الأدبيان مسارا شعريا يتقاطع فيه السؤال الوجودي مع التحولات التي يعيشها الإنسان في زمن الرقمنة والتقدم التكنولوجي.
وفي مداخلة بالمناسبة، تحدث كريم باينة عن تجربته الشعرية في هذين الإصدارين قائلا إنه اختار التعبير الشعري في سياق يشهد اكتساحا متزايدا للذكاء الاصطناعي، وما يرافق ذلك من تساؤلات أخلاقية حول موقع الإنسان ودوره ، مبرزا أنه يسعى من خلال شعره إلى تذكير الإنسان بجوهر روحه والتنبيه إلى مخاطر الانبهار غير الواعي بالتكنولوجيا .
وعن خوارزميات إحياء الروح ، أوضح باينة أنه ديوان يقوم على شقين متلازمين، يتمثل الأول في عالم الرقمنة والخوارزميات، بينما ينصب الثاني على إحياء الروح باعتبارها جوهر الإنسان، مشيرا إلى أن القصائد تطرح تساؤلات حول فتنة الإنسان بالتكنولوجيا وبحثه عن المتعة متناسيا بعده الروحي .
وبخصوص ديوان لقاء مع الأمل ، أكد باينة أنه يربط فيه بين الشعر والأمل واستشعار الاضطرابات التي يعيشها العالم، معتبرا أن من واجب الشاعر أن يستشعر حالة الإنسانية وأن يدعو إلى الأمل في عالم أصبح مثقلا بالحروب والأزمات، عبر خطاب شعري يستحضر القيم الإنسانية ويمنح المعنى وسط القلق الكوني .
من جهته، أبرز الكاتب والناقد، حسن شرف، مضامين أعمال باينة التي تتناول قضايا الأمل والروح والوطن والأسرة، في زمن يعرف تحولات وضغوطا متسارعة، مشيرا إلى أن الديوانين منتوجان شعريان يمكن اعتبارهما بلسما للروح .
وبدوره، توقف الخبير في التربية والتواصل، الناجي الأمجد، عند خصوصية التجربة الشعرية لكريم باينة، التي تكتسي في كليتها أهمية خاصة لكونها صادرة عن مهندس ذي تكوين علمي اختار الاشتغال على المادة الأدبية.
وولد كريم باينة في مراكش سنة 1976، وهو أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، ويشغل حاليا منصب رئيس مجموعة البحث العلمي للابتكار الرقمي وهندسة المؤسسات، ويجمع مساره بين التخصص العلمي والاهتمام بالعلوم الانسانية واللغة العربية، مع شغف خاص بالشعر العربي العمودي.
وشكلت الدورة السابعة لملتقى الإكليل الثقافي ، التي نظمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من 09 إلى غاية 25 دجنبر الجاري تحت شعار المدن الذكية المستديمة والحلول الرقمية المبتكرة من أجل تعزيز مرونة النسيج الحضري ، منصة فكرية متعددة الأبعاد جمعت بين الثقافة في أبعادها المختلفة.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
