في شوارع مراكش الضيقة، حيث تتراقص أشعة الشمس على جدران المدينة الحمراء، يتحرك الكوتشي بخطوات هادئة كأنها نبضات قلب المدينة.
هذه العربات التقليدية، التي تجرها الخيول بفخر وعزم، ليست مجرد وسيلة نقل، بل ذاكرة متحركة تحمل عبق التاريخ وروح الأجيال الماضية.
ويعتبر ركوب الكوتشي بمثابة العودة بالزمن إلى عصور مزدانة بالأسواق المكتظة والأزقة الضيقة، حيث تمتزج أصوات الأقدام وصهيل الخيول مع همسات الباعة وألوان المنتجات التقليدية، لتعطي تجربة تجعل الزائر يشعر وكأنه يقرأ فصلا حيا من كتاب المغرب المفتوح على الحضارة والتراث.
كما يتميز الكوتشي ، بكونه وجه سياحي جذاب، فهو جسر بين الماضي والحاضر، حيث يسمح للسائح بالتنقل بوتيرة هادئة، بعيدا عن صخب السيارات والحداثة، لتفتح أمامه أبواب المدن التقليدية، ويكتشف الزوايا المخفية، والبيوت المزينة بزخارف ونقوش تروي حكايات الأجداد.
ولا يمكن نسيان الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فعربات الكوتشي بالنسبة لأصحابها نبض رزق ووجهة حياة، إذ توفر لهم مصدر دخل من السياح والمناسبات الخاصة، وتجعلهم جزءا من هذا المشهد التراثي الساحر.
ومع ذلك، يواجه الكوتشي العديد من التحديات في العصر الحالي، لعل ضغط الشوارع الحديثة أبرزها.
ولا يعتبر الكوتشي ، مجرد عربة تقليدية، بل قصيدة متنقلة من الحكايات، تعبق بعبير الماضي، وتمنح كل راكب رحلة في عمق التاريخ المغربي، حيث تتلاقى الثقافة والسياحة في لوحة حية تنبض بالهوية المغربية.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
