ملخص يبرز الفرق بين النسيان الطبيعي المصاحب للتقدم في العمر، والخرف بوصفه تدهوراً معرفياً مرضياً ينعكس على الاستقلالية اليومية، بالاستناد إلى أبحاث حديثة وتقارير علمية دولية. ويتناول الفاصل بين النسيان العابر والعلامات التي قد تشكل إنذاراً صحياً يستدعي التقييم المبكر، مع تأكيد أهمية الوقاية ونمط الحياة في حماية صحة الدماغ.
حين يتعثر أحدنا في تذكر اسم شخص يعرفه جيداً، أو يدخل غرفة ثم يقف لحظة محاولاً استعادة سبب قدومه، يفرض سؤال نفسه بهدوء مقلق: هل ما يحدث نسيان طبيعي أم إشارة مبكرة إلى الخرف؟ ومع ارتفاع متوسط العمر المتوقع، وتنامي الحديث عن ألزهايمر وأمراض الذاكرة، لم يعد النسيان مجرد تفصيل يومي عابر، بل تحول لدى كثر إلى هاجس صحي ونفسي.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more لكن الأبحاث الحديثة تظهر الفرق بوضوح بين التغيرات المعرفية الطبيعية المصاحبة للتقدم في العمر، وبين التدهور المرضي الذي يُصنف ضمن الخرف.
فالفارق الجوهري لا يكمن في وقوع النسيان بحد ذاته، بل في نمطه، وتكراره، واتساع أثره في القدرة على العيش باستقلالية، لذلك، ليس كل نسيان مدعاة للقلق، كذلك فإن بعض الإشارات التي يُتغاضى عنها قد تحمل في طياتها إنذاراً مبكراً يستحق التوقف والفهم، لا الذعر ولا التجاهل.
نسيان مدعاة للقلق وفق تعريف مركز "مايو كلينك" يستخدم مصطلح النسيان لوصف صعوبة تذكر المعلومات أو الأحداث، وغالباً ما يكون جزءاً من التغيرات الطبيعية المصاحبة للتقدم في العمر، ولا يشير بالضرورة إلى مشكلة مرضية.
أما فقدان الذاكرة فيُعد حالاً طبية أكثر وضوحاً، يتمثل في فقدان الذكريات أو صعوبة تكوين ذكريات جديدة أو استرجاع القديمة، وقد يكون ناتجاً من إصابة دماغية أو مرض أو عوامل أخرى، ويؤثر بدرجات متفاوتة في أداء الأنشطة اليومية.
في المقابل، يشير الخرف إلى تدهور ملحوظ ومستمر في عدد من الوظائف العقلية، من بينها الذاكرة والتفكير واللغة والحكم على الأمور، بما يعوق قدرة الشخص على العيش باستقلالية، وهو ليس مرضاً واحداً بحد ذاته، بل مصطلح شامل لمجموعة من الأعراض، ويُعد داء ألزهايمر أكثر أسبابه شيوعاً.
تشير أبحاث حديثة في علوم الأعصاب إلى أن النسيان الطبيعي المرتبط بالتقدم في العمر لا يعني اختفاء المعلومات من الذاكرة، بل هناك بطء في الوصول إليها. دراسة نشرت عام 2022 بعنوان "الشيخوخة المعرفية الطبيعية، "ما الذي يتغير وما الذي يبقى ثابتاً؟" في مجلة "نيتشر ريفيوز" لعلم الأعصاب، أوضحت أن التقدم في العمر يؤثر أساساً في سرعة المعالجة والانتباه والذاكرة العاملة، بينما تبقى الذاكرة الطويلة المدى والمعرفة المتراكمة أكثر استقراراً لدى معظم الأشخاص الأصحاء.
في هذا السياق، يوضح الباحثون أن نسيان الأسماء أو التفاصيل الموقتة غالباً ما يكون نتيجة تأخر في الاستدعاء، إذ يحتاج الدماغ إلى وقت أطول لتنظيم المعلومات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
