هل أنهت التساقطات الأخيرة سنوات الجفاف الطويلة بالمغرب؟

سبع سنوات عجاف قضتها الأرض المغربية بلا رحمة الأمطار، والآن عادت السماء لتسكب قطراتها في كل حدب وصوب، مطلقة تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التساقطات استثنائية أم بداية لعودة الفصول المنتظمة.

التغيرات المناخية تهز انتظام الفصول

وفي جوابه على هذه التساؤلات، قال جلال المعطى، الخبير في القضايا البيئية والمجالية، إن التساقطات السابقة لم تكن كافية لتغطية الاستعمالات الفلاحية أو تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، رغم تسجيل بعض الأمطار بين الحين والآخر. مشيرا إلى أن المغرب هذه السنة دخل مرحلة عدم انتظام الفصول، وهو ما يعكس آثار التغيرات المناخية على البلاد .

وأضاف المعطى، في تصريح لـ بلادنا24 أن المغرب يعتبر بلدا هش المناخ، حيث تؤثر التغيرات المناخية على حركة الهواء والمنخفضات والتيارات المناخية والجوية بصفة عامة، وهو ما انعكس بشكل واضح على انتظامية الفصول والتساقطات، خصوصا فصل الشتاء، الذي أصبح له بداية واضحة ونهاية محددة مقارنة بالسنوات الماضية .

وأوضح الخبير ذاته أن المغرب يشهد حاليا ظاهرتين مناخيتين قصويتين، الأولى هي الجفاف، الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، والذي تظهر آثاره بشكل مباشر في قلة التساقطات وانخفاض رطوبة التربة.

وأضاف أن للجفاف أشكالا متعددة، تشمل الجفاف الفلاحي، والجفاف الهيدروغرافي، وجفاف التربة، إلا أن الجوهر الأساسي للجفاف يكمن في انخفاض مستويات الرطوبة في الأرض والتربة إلى مستويات حرجة.

وتابع المتحدث ذاته بالقول: أما الظاهرة الثانية فهي الفيضانات، التي تعتبر أبرز تمظهرات التغيرات المناخية في المغرب، والتي باتت تؤثر على مجمل الحياة اليومية والبنية التحتية للبلاد .

ولفت المعطى إلى مأساة مدينة آسفي، التي شهدت كميات كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة، مؤكدا أن هذه الظواهر تعكس تغير نمط التساقطات في البلاد . موضحا أن توزيع الأمطار لم يعد منتظما كما كان في الماضي، بل أصبح يحدث في أيام معدودة وبشدة كبيرة، حيث تجاوزت كمية الأمطار في بعض المناطق 70 إلى 80 ميليمترا خلال أيام قليلة، وهو ما كان يسجل عادة على مدى شهر أو شهرين كاملين .

الأمطار الغزيرة بين الفرصة والخطر

وحول تأثير هذه التساقطات، أكد المعطى أن الأخيرة ساهمت في تعزيز المخزون المائي، لكنها في المقابل أدت إلى أضرار ملموسة في مناطق مثل آسفي وتنغير، مما يبرز أهمية الاستعداد لمواجهة مثل هذه الظواهر القصوى.

وفيما يتعلق بالسؤال حول تجاوز المغرب مرحلة الجفاف، شدد على أن الإجابة لا يمكن أن تحسم بعد ، مؤكدا أن الجفاف في المغرب لم يعد ظرفيا، بل أصبح جفافا هيكليا . مضيفا أن التقييم النهائي يحتاج إلى مراقبة سنوات متتالية من التساقطات المنتظمة، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات التغيرات المناخية على البلاد .

وختم الخبير في القضايا البيئية تصريح لـ بلادنا24 بتأكيد الحاجة الملحة لوضع خطة وطنية واستراتيجيات على مستوى الجهات للتكيف مع التغيرات المناخية، مع اعتماد الجفاف كمعطى هيكلي يمكن البناء عليه في أي تخطيط مستقبلي.

وشدد على ضرورة توجيه السياسات الفلاحية نحو مرونة مناخية، وتطوير بنية تحتية قادرة على مواجهة الظواهر القصوى، خاصة الفيضانات، مع إعادة التفكير في طرق تدبير واستعمال الموارد المائية لضمان استدامتها.


هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بلادنا 24

منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 15 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 53 دقيقة
هسبريس منذ 19 ساعة
العربية - المغرب العربي منذ ساعة
موقع بالواضح منذ 14 ساعة
هسبريس منذ ساعتين
هسبريس منذ 15 ساعة
هسبريس منذ 3 ساعات
هسبريس منذ 6 ساعات
هسبريس منذ 11 ساعة