كرة القدم في خدمة الثقافة .. كأس إفريقيا تقوي “تمغرابيت” خارج الحدود

بعيداً عن صخب الملاعب وحسابات التأهل يبرز كأس أمم إفريقيا المرتقب في المغرب كورش ثقافي مفتوح يتجاوز حدود الرياضة ليعانق أبعاد الدبلوماسية الروحية والحضارية، فالمملكة، التي تستقبل القارة السمراء، لا تنظر إلى الحدث كمجرد منافسة على لقب كروي، بل كمنصة إستراتيجية لاستعراض “قوتها الناعمة” وتجذير هويتها الإفريقية من خلال بوابة الصناعة التقليدية، وفنون الطبخ، والتعدد اللغوي.

ويرى باحثون ومتخصصون أن هذه التظاهرة القارية تمثل “معركة رمزية ناعمة” لتقديم المغرب في صورته الحقيقية؛ مغرب الانفتاح والعيش المشترك، حيث تتحول المقاهي والشوارع والأسواق التقليدية إلى فضاءات للدبلوماسية الموازية التي تصنعها الشعوب. فمن خلال الاحتكاك اليومي المباشر تتحول “التمغربيت” من مفهوم نظري إلى تجربة حية يعيشها المشجع الإفريقي، لتنتقل عبر الفضاء الرقمي إلى العالم أجمع، مؤكدة أن كرة القدم في يد المغرب هي رافعة للتنمية الثقافية وأداة لمد جسور الثقة بين أبناء القارة الواحدة.

وفي هذا السياق يؤكد إدريس القري، الباحث المغربي والناقد في الجماليات البصرية والفلسفة، أن مساهمة كأس أمم إفريقيا في التعريف بالثقافة المغربية تنطلق أساسًا من منطق التضامن، الذي يندرج ضمن ما تُعرف بالقوة الناعمة، ويوضح أن كرة القدم، بحكم انتشارها الواسع، لا تهم فقط ملايين المغاربة، بل تمتد إلى عشرات، بل مئات الملايين من المتابعين عبر القارة الإفريقية وخارجها.

ويضيف القري أن هذه الشعبية الواسعة، إلى جانب الوظيفة النفسية والاجتماعية لكرة القدم، تجعلها رافعة للتعبئة الوطنية وتعزيز الإحساس بالانتماء، غير أن الأهم، في نظره، يتجلى في البعد الثقافي العميق الذي يتيحه تنظيم تظاهرة قارية بحجم كأس إفريقيا، التي باتت تحتل مرتبة متقدمة عالميًا بعد كأس العالم وكأس أوروبا.

ويرى الباحث ذاته أن احتضان هذا الحدث يخلق دينامية تفاعل وجدلية تبادل ثقافي، يمكن اعتبارها شكلًا من أشكال الدبلوماسية الموازية الفعالة؛ وهي دبلوماسية لا تُمارَس فقط عبر القنوات الرسمية والمؤسساتية، بل تتجسد أساسًا في الفضاءات الشعبية واليومية.

ويردف المتحدث ذاته بأن هناك مجهودات مؤسساتية، من قبيل تنظيم فضاءات لترويج الصناعة التقليدية والمنتجات الغذائية المغربية؛ غير أن الترويج الأعمق، حسب رأيه، يحدث خارج الملاعب، حين يخرج المشجع الأجنبي إلى الشارع، ويجلس في المقاهي، ويزور المطاعم، ويتفاعل مباشرة مع المواطن المغربي، المعروف ببشاشته وانفتاحه واستعداده للتواصل.

ويعتبر القري أن هذا الاحتكاك الإنساني المباشر هو الشكل الأكثر فعالية للترويج الثقافي، لأنه يقدّم ثقافة معاشة لا معروضة؛ كما يبرز دور.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من هسبريس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من هسبريس

منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 56 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
هسبريس منذ 13 ساعة
بلادنا 24 منذ 6 ساعات
هسبريس منذ 21 ساعة
صحيفة الأسبوع الصحفي منذ 15 ساعة
العربية - المغرب العربي منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 18 ساعة
هسبريس منذ 3 ساعات
موقع بالواضح منذ 18 ساعة