لم تختبر إيران قط، في تاريخ دولة الملالي المعاصر، خطة هجومية عنيفة كتلك التي استهدفت، ولا تزال تستهدف، أذرع مشروعها التوسعي في المنطقة العربية بهدف تقويض انتشارها الإقليمي. وهي خطة، في اعتقادنا، توازي في تأثيرها الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، بوقعها المزلزل على الذات الفارسية.
ولمن يفهم إيران جيداً - أو حتى لمن لا يفهمها إطلاقاً - سيجد نفسه أمام طريق مسدود في محاولة معرفة ما تفكر به أو ما تخطط له، في ظل انهيار الأسس التي يقوم عليها طموح التمدد الفارسي الذي أنهى صلاحيته التاريخية، على فكرة، منذ العصور الكسروية.
إيران من جهتها لم تُظهر يوماً مرونة أو وضوحاً في سياساتها الخارجية، المتسمة بالتشدد والتدخل والتوسع سعياً لتحقيق أهدافها. فهي، كما يصفها منتقدوها، «عقدة في المنشار» يصعب تفكيكها، وطرف رئيسي في إنتاج مشكلات مؤجلة تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين بلا نهاية.
ولكن يا ترى، هل يُمكن أن تحلم المنطقة بيوم يختلف عن كل ما سبق من أزمنة غابرة وسنين معاصرة، لم تعرف خلالها الهدوء والاستقرار إلا فيما ندر؟ يوم يخلو من أحقاد عنصرية تتقادم عليها الأزمان وصراعات سياسية وثقافية ودينية مفتعلة، وهو ما يقودنا إلى سلسلة من التساؤلات الأخرى:
* هل تستطيع إيران أن تتخلص من ذلك التصلب الذي أوصلها إلى حافة الانكسار، لتفاجئ العالم بتبديل مواقفها الخارجية؟ خصوصاً بعد أن جرّبت غرس بذور مشروعها الثوري، أينما اتجهت، ورأت بأم عينها كيف هلك حرثه ونسله.
* هل ستفاجئنا إيران يوماً برغبة صادقة وفعل ملموس بهدف الاندماج في المنطقة بعد انقطاع طويل جفّف منابع التحالف والتقارب العربي الإيراني؟ تقارب يقوم على المرونة في الدبلوماسية وتوسيع أرضية التفاهمات مع الكيانات السياسية الشرعية، وليس مع حشود التمرد لأجل التمرد، وذلك لإنهاء وضعية الاستنزاف وعدم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية